ارتفاع كبير بدرجات الحرارة لتعود ثلاثينية... واحتمال عودة الأمطار الثلاثاء
العراق في "قلب التوتر".. مبعوث ترامب يدخل ساحة الميليشيات والسلاح
تبدو الساحة العراقية مقبلة على مرحلة دقيقة من التوازنات السياسية والأمنية، مع دخول المبعوث الأمريكي الخاص مارك سافايا إلى خط التفاعلات الداخلية، في مهمة وُصفت بأنها "الأكثر حساسية" منذ انسحاب القوات الأمريكية عام 2011.
المبعوث الجديد الذي عيّنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحمل في حقيبته ملفات ترتبط مباشرة بمستقبل الميليشيات المسلحة، وطبيعة العلاقة بين بغداد وواشنطن، وموقع العراق في خريطة النفوذ الإقليمي المتجددة.
ويُجمع مراقبون على أن وصول سافايا في هذا التوقيت، وقبيل الانتخابات التشريعية المقبلة، يمثل خطوة مدروسة لفتح ملف "السلاح خارج الدولة" على نحو أكثر حزماً، بهدف ضبط موازين القوة الداخلية، وإعادة ترتيب التحالفات التي ستُفرز الحكومة المقبلة.
وفي هذا السياق، أكد الخبير الأمني حميد العبيدي أن "المبعوث الأمريكي يحمل تفويضاً خاصاً من إدارة ترامب لمعالجة ملف الميليشيات المسلحة ضمن إطار تفاهمات سياسية مع بغداد".
وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "المهمة الأمريكية الجديدة تندرج ضمن استراتيجية أشمل لإعادة بناء التوازن في الشرق الأوسط بعد حرب غزة، وأن العراق يمثل الحلقة الأهم في هذا الترتيب".
وبيّن أن "واشنطن لا ترغب في مواجهة عسكرية داخل العراق، لكنها في الوقت نفسه لن تسمح باستمرار واقع السلاح الموازي، لذلك ستسعى إلى دعم خطوات الحكومة في تنظيم القوات المسلحة ومنحها غطاءً دولياً وإقليمياً لتطبيق قراراتها".
ولفت إلى أن "الولايات المتحدة تدرك أن السلاح في العراق ليس مجرد قضية أمنية، بل هو ملف سياسي يرتبط بمراكز القوى داخل الدولة، ولذلك سيحاول سافايا معالجته بأسلوب تدريجي يجمع بين الضغط والتحفيز، عبر أدوات اقتصادية ومصرفية واستثمارية".
طاقة واستثمارات
وتشير المؤشرات إلى أن المبعوث سيفتح أيضاً ملفات تتعلق بقطاع النفط والطاقة، والعقوبات المفروضة على بعض المصارف العراقية، إضافة إلى التعاون الأمني في مكافحة تهريب العملة والنفوذ المالي للميليشيات، وهي قضايا يرى مراقبون أنها قد تشكل بوابة لإعادة صياغة العلاقة بين واشنطن وبغداد.
من جانبه، رأى الباحث الاستراتيجي علي ناصر أن "المرحلة المقبلة تمثل اختباراً حقيقياً لمستقبل الدولة العراقية"، موضحاً أن "المبعوث الأميركي سيعمل على ربط ملفات الأمن والاقتصاد والسياسة ضمن رؤية واحدة تهدف إلى إنتاج عراق متوازن في تحالفاته الإقليمية".
وقال ناصر لـ"إرم نيوز" إن "مهمة سافايا تتقاطع مع تحضيرات القوى السياسية للانتخابات المقبلة، ولذلك سيكون لها تأثير مباشر على شكل الحكومة القادمة، وربما على هوية رئيس الوزراء نفسه".
وأضاف أن "الولايات المتحدة تدرك أن التأثير في العراق لم يعد يمر عبر القواعد العسكرية أو الوجود الأمني، بل من خلال أدوات السياسة والاقتصاد، ولهذا ستركز على تقوية المؤسسات الحكومية ومساندة المشاريع الإصلاحية، مقابل الحد من نفوذ الجماعات المسلحة التي تمثل سلطة موازية للدولة".
مركز توازن أم ساحة صراع؟
يرى مراقبون أن وجود مارك سافايا في بغداد قد يفتح صفحة جديدة من التفاهمات، أو يعيد إحياء التوتر القديم بين واشنطن والقوى الموالية لطهران، لكن المؤكد أن العراق يقف اليوم على مفترق طرق حاسم: بين أن يكون مركز توازن في الإقليم، أو ساحة تنازع بين مشاريع متضاربة.
ويترقب العراقيون إجراء الانتخابات النيابية في الحادي عشر من الشهر الجاري، وسط أجواء مشحونة سياسياً وأمنياً، في حدث يُعد مفصلياً لمستقبل البلاد.
إذ تبدأ بعد يوم الاقتراع عادة مرحلة شديدة الحساسية من المفاوضات والمساومات السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة، وهي المرحلة التي تشهد عادة تداخلاً واضحاً بين النفوذين الأمريكي والإيراني، ومحاولات كل طرف لترجيح كفة حلفائه داخل البرلمان المقبل.
ويُتوقع أن يكون الحضور الأمريكي أكثر وضوحاً هذه المرة، في ظلّ وصول المبعوث الخاص مارك سافايا إلى بغداد، وما يحمله من أجندة تتعلق بضبط السلاح، وإعادة رسم التحالفات، وإبعاد العراق عن دائرة المحاور المتصارعة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|